ما تحتاج لمعرفته حول سندات التنمية المستدامة

كيف تعمل هذه السندات؟ هل شراء سندات التنمية متاح لأي فرد؟

دعني أوضح وأستعين بسندات البنك الدولي للإنشاء والتعمير كمثال. يشار إلى البنك الدولي للإنشاء والتعمير في أسواق المال "بالبنك الدولي" حيث أنه أقدم مؤسسة بمجموعة البنك الدولي وبدأ في إصدار السندات عام 1947. تعمل وحدة خدمات الخزانة التابعة للبنك الدولي مع البنوك والمستثمرين لتعبئة ما بين 50 مليار إلى 60 مليار دولار في العام من خلال إصدار المئات من السندات. وتتمتع سنداتنا بأعلى تصنيف، مرتبة ممتازة من الفئة AAA، مما يمنح المستثمرين الأمان ويدر عليهم عائدات مالية بينما تدعم استثماراتهم التنمية في الأسواق الصاعدة. وتصدر أغلب سنداتنا في أسواق الجملة، وغالباً ما يكون المشترون من المؤسسات الاستثمارية الكبرى كالبنوك المركزية، وصناديق التقاعد، ومديري الأصول ووحدات الخزانة بالبنوك في البلدان المتقدمة. وأحياناً نصدر السندات التي تستهدف مستثمرين أفراداً من خلال شبكات متخصصة. أما عمن يستطيع شراءها، فيتوقف ذلك على اللوائح التنظيمية والممارسات المعمول بها في كل سوق، وما إذا كان هذا الفرد متعاملاً مع أحد هؤلاء الوسطاء الذين نصدر من خلالهم السندات. وقد يكون بعض الناس من المستثمرين في سنداتنا بالفعل لكنهم لا يدرون، لأنهم ربما يكونوا من ملاك صناديق الاستثمار المشترك التي تستحوذ على سنداتنا.

كيف تتم تعبئة الأموال من السندات المستخدمة؟

الأموال التي يتم تدبيرها من سندات التنمية المستدامة هي الأموال التي يستخدمها البنك لدعم تمويل المشروعات من خلال تقديم القروض للعملاء. في تقاريرنا التي تتناول الأثر الإنمائي ، نوضح للمستثمرين كيف تدعم الأموال تمويل مشروعات التعليم والصحة والنقل المستدام، وهكذا على امتداد محافظنا كلها. وتربط تقاريرنا بين أنشطة الإقراض التي نمارسها وبين أهداف التنمية المستدامة، وهو أمر في غاية الأهمية للمستثمرين الذين يستخدمون أهداف التنمية المستدامة كإطار عند إخطار المعنيين لديهم. كما يدرج وصف عملية الإصدار في الأطر الخاصة بسندات التنمية المستدامة والسندات الخضراء التي تلتزم بإرشادات التنمية المستدامة ومبادئ السندات الخضراء المعلن عنها من قبل الجمعية الدولية لأسواق المال. ومع بعض السندات التي أصدرناها، تشاورنا مع المستثمرين بشأن بعض أهداف التنمية المستدامة (على سبيل المثال المساواة بين الجنسين) لزيادة الوعي بقضايا التنمية، مثل حقيقة أن جائحة كورونا أثرت على النساء بدرجة أكبر، أو أهمية حماية مصادر المياه العذبة والمالحة. وبشكل عام، رأينا تزايد اهتمام المستثمرين بمشروعاتنا؛ فيطلبون معلومات عن مشروعاتنا الفردية، ويرغبون في فهم أين وصلت، وكيف صُممت بحيث تحقق نتائجها المرجوة.

وعندما نتواصل مع المستثمرين، فإننا نصف التحديات الإنمائية وكيف تدعم مشروعاتنا أهداف التنمية المستدامة على وجه التحديد. ويسعدنا أن نرى اهتمام المستثمرين ومشاركتهم. ومن الجيد تبادل المعلومات التي تبين كيف تساعد استثماراتهم في النهاية في إحداث أثر إيجابي. وكان للسندات الخضراء قصب السبق في استحداث هذا التصور بمعناه الضيق، كما ساعدت في خط مسار للسوق؛ وتحقق سندات التنمية المستدامة هذا المستوى من الإبلاغ عن الأثر والشفافية في كل المشروعات في الوقت الذي تثبت فيه لأسواق المال أن بلوغ أهداف التنمية المستدامة لا يمكن أن يتحقق بالتركيز الضيق على زاوية واحدة أو عدة زوايا بمعزل عن بعضها بعضاً.

ما هي الخطوة التالية لسندات التنمية المستدامة؟

النتائج التي انتهى إليها التقرير الجديدة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تؤكد على الضرورة الملحة للتحرك إزاء تغير المناخ. وأطلقنا مبادرة لزيادة الوعي بالحاجة إلى دمج اعتبارات تغير المناخ في كل أنشطتنا وقراراتنا. و ونعتزم إبراز هذه الرسالة فيما نقوم بتعبئة 10 مليارات دولار في إطار هذه الحملة، وكما هو الحال في كل السندات، فإننا ندعم تمويل المشروعات والبرامج في البلدان المتعاملة معنا بينما تدمج الاعتبارات المناخية في تنميتها لبناء اقتصادات أكثر اخضراراً واستدامة.